Loading... الرجاء الانتظار ...

الرئيسية

كيف تعاملت الولايات المتحدة عبر التاريخ مع مرض رؤسائها، وماذا تتوقع الأسواق؟

أثار نبأ إصابة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وزوجته "ميلانيا" بفيروس "كوفيد-19" موجة من المخاوف والتكهنات والاحتمالات في الأوساط السياسية والاقتصادية حول العالم.

وأعاد مرض رئيس أكبر اقتصاد في العالم للأذهان ذكريات حالات مشابهة في التاريخ الأمريكي، بالإضافة إلى التساؤلات حول تداعيات ذلك سياسياً واقتصادياً بالنظر لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

 

تاريخ من المرض والوفاة

- من بين 44 رئيساً للولايات المتحدة قبل انتخاب "دونالد ترامب"، تعرض العديد من الرؤساء للمرض أثناء ولايتهم، مع وفاة أربعة رؤساء لأسباب طبيعية وأربعة أخرين تعرضوا للاغتيال.

- كانت أول حالات وفاة الرؤساء الأمريكيين أثناء تولي المنصب تتمثل في وفاة الرئيس التاسع للولايات المتحدة "وليام هنري هاريسون" بعد 32 يوماً فحسب من توليه المنصب في عام 1841، وسط خلاف مستمر حتى الآن حول سبب الوفاة وما إذا كان الالتهاب الرئوي أم حمى التيفود.

 

- تكررت الأزمة سريعاً في عام 1850 حينما توفى الرئيس الأمريكي الثاني عشر "زاكاري تايلور" بعد 16 شهراً من تنصيبه رئيساً للبلاد، بعد آلام في المعدة تم تشخصيها كإصابة بالكوليرا.

- كان أحد أبرز أمثلة مرض الرؤساء الأمريكيين يتمثل في إصابة "وودرو ويلسون" في عام 1918 بالإنفلونزا الإسبانية التي كانت بمثابة آخر وباء عالمي يهدد البشرية قبل ظهور "كوفيد-19"، أثناء مفاوضاته في أوروبا بشأن إنهاء الحرب العالمية الأولى.

 

- لكن بعد ستة أشهر من التعافي من الإنفلونزا الإسبانية، عانى "ويلسون" سكتة دماغية بعد سفر متواصل في أنحاء الولايات المتحدة لحشد الدعم اللازم للاتفاقية.

- لم ينتشر نبأ مرض الرئيس آنذاك بسبب قيام زوجته "إديث ويلسون" بإخفاء تفاصيل المرض عن الجميع وتقليص عدد الزائرين له مع توليها تسيير بعض المهام الروتينية للمنصب حتى انتهاء ولايته في 1921.

 

- في عام 1923 توفي الرئيس "وارن هاردينغ" بنوبة قلبية في غرفة فندق في سان فرانسيسكو، لكن نظريات المؤامرة تكاثرت حول سبب الوفاة خاصة مع رفض زوجته تشريح الجثة.

- "فرانكلين روزفلت" كان الرئيس الأمريكي التالي الذي يتعرض للوفاة أثناء توليه المنصب في عام 1945، مع معاناته اعتلالا لصحته تسبب في صعوبة المشي بدون مساعدة، قبل أن يتوفى بسكتة دماغية ويتولى نائبه "هاري ترومان" المنصب.

 

- عانى "دوايت أيزنهاور" عدة مشاكل صحية أثناء فترة رئاسته، تنوعت بين أكثر من أزمة قلبية وانسداد الأمعاء وغيرها من الأمراض، لكنه تمكن من إكمال فترة رئاسته.

- نجا "رونالد ريجان" من محاولة اغتيال في عام 1981، كما نجح في تجاوز إجراء ثلاث عمليات جراحية لسرطان الجلد بالإضافة إلى إشارات على ضعف عقلي قد يشير إلى مرض "الزهايمر" في السنوات الأخيرة من حكمه.

 

 

- بشكل عام، كانت حالات إصابة الرؤساء الأمريكيين بالأمراض يشوبها غالباً محاولات لإخفاء أو تبسيط تفاصيلها، ما تسبب في ظهور الكثير من التكهنات ونظريات المؤامرة.

- وفقاً للمؤرخ "روبرت داليك"، عانى الرئيس "جون كيندي" قبل اغتياله الكثير من الأمراض التي استلزمت تناوله ثمانية أنواع من الأدوية يومياً تشمل مسكنات وحبوبا منومة وغيرها لإبقائه على قيد الحياة، وهي أمور لم تكن معلومة بالنسبة للعامة أثناء رئاسة الرجل.

 

مراحل تطور الدستور

- الواقع أنه على مدار سنوات طويلة من التاريخ الأمريكي، لم يكن هناك وضوح حول ما يجب أن يحدث في حال اكتشاف إصابة الرئيس بمرض عضال.

 

- كان الدستور الأمريكي غامضاً بشأن التفاصيل، حيث اكتفى بالنص على أن واجبات الرئيس ستؤول إلى نائبه في حال إصابة الأول بمرض يمنعه من ممارسة عمله.

- استغرق الأمر حتى منتصف القرن العشرين، في أعقاب المعركة الصحية الطويلة للرئيس "دوايت أيزنهاور" في الخمسينيات ثم اغتيال "جون كيندي" في 1963، من أجل توضيح تفاصيل كيفية التعامل مع مرض أو وفاة الرئيس.

- في عام 1967 صدق الكونجرس على التعديل الخامس والعشرين من الدستور، والذي يؤكد أن نائب الرئيس يتولى قيادة البلاد عند وفاة الرئيس، كما يصبح رئيساً بالنيابة إذا ثبت عدم قدرة الرئيس على أداء واجبات منصبه.

 

- سرد التعديل الخامس والعشرون تفاصيل عملية استبدال الرئيس عند مرضه الشديد أو وفاته أو استقالته، من خلال تولي نائبه مسؤوليات المنصب بشكل رسمي مع قيامه بتعيين نائب له يحوذ على ثقة الكونجرس.

 

- يمكن للرئيس - إذا أراد - تسليم صلاحياته طواعية وبشكل مؤقت إلى نائبه إذا قدم إعلاناً مكتوباً لرئيسي مجلس النواب والشيوخ، وأيضاً استعادتها عند تقديم طلب آخر إليهما.

 

- وعلى الجانب الآخر، يمكن للفصل الرابع من التعديل أن يجرد الرئيس بشكل قسري من سلطاته، في حال قيام نائب الرئيس وأغلبية المسؤولين التنفيذيين في إدارته (ثمانية من أصل خمسة عشر وزيرا حالياً) بتقديم طلب إلى رئيسي مجلس النواب والشيوخ يشير إلى عدم قدرة الرئيس على إدارة شؤون البلاد، حينها يكون نائب الرئيس (مايك بنس في الوضع الحالي) هو الرئيس بالإنابة.

 

- لم يتم استخدام الفصل الرابع بشكل فعلي حتى الآن، لكنه قد يُستخدم في الظروف الاستثنائية التي يكون فيها الرئيس غير قادر لفترة من الزمن عن أداء مهام وظيفته.

- استخدم الرئيس "جورج دبليو بوش" الفصل الثالث من التعديل الخامس والعشرين من الدستور مرتين في عامي 2002 و2007 لجعل نائبه "ديك تشيني" رئيساً بالنيابة بشكل مؤقت خلال عمليتين جراحيتين بالقولون.

 

إلى أين تتجه الأسواق؟

- عانت أسواق الأسهم الأمريكية خسائر ملحوظة في مستهل جلسة الجمعة، بعد ساعات من إعلان إصابة "ترامب" بفيروس "كوفيد-19"، لكنها قلصت وتيرة هبوطها عند الإغلاق.

- حالة عدم اليقين بشأن الوضع السياسي الأمريكي ونتائج الانتخابات المرتقبة في نوفمبر بعد خبر مرض "ترامب" تسببت في تقلبات في أسواق الصرف والسندات، وسط توقعات بالمزيد من الفترة المقبلة.

 

- لا يقدم التاريخ مؤشراً واضحاً بشأن ما ينتظر الأسواق المالية جراء إصابة الرئيس، خاصة مع حقيقة أن حجم وسيولة الأسواق حالياً يتجاوز كثيراً الوضع في الماضي.

- بعد اغتيال "كيندي" في ستينيات القرن الماضي ومحاولة اغتيال "ريجان" في الثمانينيات تم تعليق التداولات في بورصة نيويورك، خوفاً من حدوث موجة بيعية مدفوعة بالذعر من قبل المستثمرين.

- الأمر الأكثر ترجيحاً حالياً هو ارتفاع وتيرة التذبذبات في الأسواق المالية، بفعل التكهنات حيال صحة الرئيس الأمريكي ومصير الانتخابات ونتائجها بالإضافة إلى تطور أداء الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من ركود واسع ومدى إمكانية تمرير حزمة تحفيز جديدة لدعم الأسر والشركات في مواجهة تداعيات "كورونا".

- من غير المرجح أن يسفر مرض "ترامب" عن تأجيل الانتخابات المزمع عقدها في الثالث من نوفمبر المقبل، بالنظر إلى أن ذلك لم يحدث من قبل تاريخياً، وحقيقة أنه يتطلب نظرياً موافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري وهو ما يبدو مستبعداً مع الخلافات الواسعة في مجلسي النواب والشيوخ.

 

- يظل العامل الأكثر تأثيراً لتحديد أداء الأسواق خلال الفترة المقبلة مرتبط بتطورات الحالة الصحية للرئيس "ترامب" وتأثيرها على العملية الانتخابية وقدرته على أداء واجبات وظيفته.