Loading... الرجاء الانتظار ...

الرئيسية

ارتفاع الدولار اليوم رهن أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الجديدة

تهيمن على أسواق العملات والأسهم الآن حالة من اللجوء إلى الأمان وتفضيل الصفقات المضمونة حيث تحقق الأصول التي تُعرف عادةً بالملاذات الآمنة المزيد من المكاسب، في حين تكسر مؤشرات الأسهم مستويات الدعم الرئيسية. كما أن تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية تلويح الأخيرة باستعمال سلاح المعادن النادرة للرد على ترامب، يزيد من المخاطر في هذا الخلاف. وارتفع الدولار أمام جميع العملات الرئيسية مرة أخرى مما زاد الضغط على العملات الأوروبية. في حين هوت الأسهم إلى عمق المنطقة الحمراء، وفشل الذهب في التعافي واستعاد النفط مستوى 59 دولار بعد انخفاضه بمقدار دولارين في الوقت الحالي.

من جهته، وسّع الدولار اتجاهه الصعودي مع خسارة اليورو والاسترليني المزيد من القوة. ويبدو أن العملة الأمريكية لديها سبب إضافي لهذا الأداء القوي هذا الأسبوع حيث يبدو أن عائدات السندات ذات الاستحقاق لعشر سنوات قد وصلت إلى قاع على المدى القريب وتحاول أن ترتفع. مع ذلك، تتجه أنظار متداولي الدولار إلى البيانات الأمريكية الجديدة على مدار اليومين المقبلين: أرقام الناتج المحلي الإجمالي وأرقام التضخم التي لديها القدرة على دفع العملة إلى قمم جديدة أو تقليل هذا الارتفاع.

وسيصدر تقرير الناتج المحلي الإجمالي اليوم، وسيتم متابعة التقرير عن كثب بحثاً عن أدلة حول كيفية سير الاقتصاد المحلي. مع الأخذ في الاعتبار أن بيانات الشهر الماضي قد أظهرت ارتفاعاً ملحوظًا بنسبة 3.2٪، وكان ذلك سبباً لارتفاع الأسهم والدولار. وكان المشاركون في السوق سعداء برؤية أن النمو في الاقتصاد الأمريكي لا يزال مرتفعاً، حيث تم التخلص من المخاوف بشأن الركود القادم. ومع ذلك، فإن أسواق السندات لم تكن مسرورة نظراً لأن التقرير تضمن بعض النقاط غير الإيجابية. على هذا النحو، من المتوقع أن يأتي تقرير الناتج المحلي الإجمالي اليوم حول مستوى 3٪ على الأقل، وإلا سيواجه الدولار المتاعب.

من جانب آخر، يتم تداول الدولار / الين عند 109.70 هذا الصباح، واعتماداً على كيفية نتائج أرقام الناتج المحلي الإجمالي، يجب أن نرى المزيد من المكاسب في حال كانت القراءة إيجابية أو تراجعاً نحو منطقة 109.20 في حال حدوث مفاجأة سلبية. على صعيد آخر، واصل اليورو مساره الهبوطي، ولا نزال نتوقع التوجه نحو 1.1120. في حين يبدو الجنيه الإسترليني أيضاً على وشك الوصول إلى 1.26. مع الأخذ في الحسبان أن أي أرقام سلبية من جانب الدولار اليوم قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في كلا العملتين الأوروبيتين على المدى القريب، ولكن حتى في هذه الحالة، ستبقى توقعاتنا لصالح المزيد من الهبوط.

من جهته، تقلب الذهب يوم أمس حيث ارتفع في البداية إلى منطقة 1285 دولار ثم عاد ليتداول مرة أخرى نحو 1277 دولار. ويشير هذا النوع من حركة السعر إلى أن المضاربين على ارتفاع الدولار ليسوا على استعداد للسماح للذهب بالتحرك في الاتجاه الصعودي، على الرغم من وجود مجموعة من العوامل المحفزة الإيجابية. وفي حال جاء تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بطريقة مرضية، فإن المعدن الأصفر سينخفض ​​نحو 1.270 دولار. بدوره، بلغ النفط مستوى 57 دولار خلال الـ 24 ساعة الماضية ثم عكس مساره ويتداول نحو 59 دولاراً هذا الصباح ؛ وهذا يدل على وجود تحيز إيجابي بين المستثمرين. وإن أي كسر فوق هذا المستوى يعني أننا قد نرى منطقة 60.50 دولار قريباً.

أخيراً، تراجعت الأسهم مرة أخرى وأغلقت مع خسائر قوية في أوروبا والولايات المتحدة. وانخفض مؤشر EuroStoxx 50 بنسبة 1.5 ٪ في حين أغلق مؤشر داو جونز بانخفاض بنسبة 0.87 ٪. ويشعر متداولو الأسهم بالقلق من تهديد الصين بتقييد صادرات المعادن النادرة، والذي إن حدث، سيكون له تأثيراً كبيراً على مصنعي الأجهزة الإلكترونية والسلع الدفاعية. هذا الصباح، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم على جانبي الأطلسي بشكل هامشي حيث تتجه كافة الأنظار إلى أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. وإن أي قراءة قوية ستهدئ مخاوف المستثمرين في هذا الوقت ويمكن أن تُغذي الانتعاش على المدى القصير ولكن أي تعثر سيكون بمثابة كابوس للأسهم مع توقع الكثير من الخسائر الفادحة.